الخطيب وعادل امام وعمرو دياب وحسنين هيكل ومرتضى منصور
هل تعلم عزيزي القارئ لماذا يكره الصحفيون والإعلاميون محمود الخطيب أسطورة كرة القدم المصرية ورئيس مجلس إدارة النادي الأهلي؟
ربما يبدو السؤال صادما للبعض، وربما ينتظر البعض الآخر إجابة على السؤال تريح ما يحيك في صدره من شك ليصدق ما يقال عن الخطيب.
لكن مغزى المقال هنا لا ليصدم هؤلاء ولا لينزع الشك من صدور أولئك الذين يكرهون رئيس النادي الأهلي على حرف، ولا حتى سيشفي غليل من تمردوا على ناديهم لمجرد الخلاف معه.
لماذا يكره الصحفيون والإعلاميون محمود الخطيب
ولا نقصد هنا كراهية الصحفيين والإعلاميين كأشخاص ولكننا نقصد كراهية المؤسسات التي تعيش على الترند لجلب الزيارات والمشاهدات التي تتحول في النهاية لدولارات تسعى تلك المؤسسات لتعظيمها لمواجهة التراجع الحاد في إيرادات الإعلانات المباشرة.
إذن فتلك المؤسسات وبالتالي من يعملون بها لا يكرهون أسطورة كرة القدم المصرية بقدر كراهيتهم لسلوكياته وتعاطيه مع الاتهامات التي تنهال عليه آناء الليل وأطراف النهار لعدة
الأدب الجم في التعامل:
هذا السلوك لا يصنع ترندا ولا يخلق جدلا يطول لأيام فتصدر العناوين مشيرة إلى أن الخطيب يسب فلانا مثلا أو يصفه بكذا فيخرج هذا الفلان ليرد فتشتعل الحرب الإعلامية وتدور رحاها لأيام، مدعومة بهاشتاجات دعم أو سباب لكلا الطرفين.
وتتابع الألة الصحفية والإعلامية هذا التراشق بعناوين وفيديوهات ومداخلات تشعل سعير الحرب الكلامية اعتمادا على هاشتاجات تتصدر الترند وكل المقصود من ورائها لا مصلحة الأهلي ولا الزمالك ولا أى فريق آخر بل الدولارت التي تجبر المؤسسات الإعلامية على عصر الترند عصرا.
البعد عن الشخصنة والمهاترات
يعد التزام رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب في رده على أى اتهام يوجه له من منافسيه أو حتى رؤساء الأندية المختلفة بأخلاقيات الحوار والرد في الإطار القانوني دون أن يغمز أو يلمز أو حتى يذكر الآخر بسوء، صخرة تتكسر عليها أحلام الساعين لدوران عجلة حرب إعلامية ولو لأيام.
فتتبخر آمالهم في عناوين ساخنة وفيديوهات من نوعية “فلان يقصف جبهة فلان” أو “رد ناري على اتهامات كذا” ثم التواصل مع الطرف الآخر ليجبروه على رد منفلت –وربما يكون هذا الآخر منفلتا بطبعه- ثم يعودون للأول طالبين الرد على الرد لندخل في الدوامة المعروفة.
إعلاء القانون
يمثل المؤتمر الذي عقده محمود الخطيب منذ أيام نموذجا يحتذى به للإلتزام بالقانون والدعوة له وجاءت ردوده كل في إطار المشكلة بشكل مجرد دون التطرق لأسماء، واستنادا إلى أوراق ومستندات تراعي القانون
كل ما تريد معرفته عن مؤتمر الخطيب لكشف الحقيقة بخصوص نهائي إفريقيا
ذلك السلوك أسفر عن اثنين منها الحصول على حكمين متتاليين بحبس مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك بغض النظر عن التنفيذ فتلك قصة أخرى.
صحيح أن الميديا بمختلف صورها استفادت من “اللت والعجن والهري” في صدور حكم الحبس وامكانية التنفيذ ورابضت كل الكاميرات صوب نادي الزمالك ترقب ردود أفعال مرتضى منصور وجنت ملايين المشاهدات.
لكن الأكيد أن تلك الملايين كانت لتضاعف بشكل كبير لو ذكر هاجم محمود الخطيب في المؤتمر اسم واحد ممن تسببووا في أزمة خطاب الكاف مثلا وليكن وليد العطار أو أحمد مجاهد أو أى اسم.
أى أن إعلاء القانون والالتزام بضوابطه هنا كانت سبببا في حرمان الميديا بكل صورها من مضاعفة أرباحها مرات ومرات على هامش الحرب التي ستمتد لأيام وربما أسابيع.
نموذج الخطيب وهيكل وعادل إمام وعمرو دياب
رغم اختلاف مجالات هؤلاء جميعا فالخطيب في الرياضة ومحمد حسنين هيكل في الصحافة والسياسة وعادل إمام وعمرو دياب في الفن إلا أن هناك رابطا يصل بينهم جميعا.
حسنين هيكل
فالكاتب الصحفي ووزير الإرشاد سابقا محمد حسنين هيكل كان كلما سأله أحد عن عدم رده على فلان أو فلان الذي يهاجمه ليل نها رد بالقول “أمامي أمران إما أستمر في عملي -يقصد الكتابة- أو أتفرغ للرد فاقتطع جزءا من الوقت الذي يجب أن أكرسه للعملي”.
عادل إمام وعمرو دياب
أما الفنان القدير عادل إمام فقد اختار منذ أن أصبح نجم شباك التواري بعيدا عن الصحافة والإعلام ولا يدلي بحديث إلا فيما ندر فكان صوره تملأ الصحف والقنوات حديثا عنه مدحا وقدحا، لكن هو نفسه لا يتحدث ولا يرد، قرر التفرغ لإنجاز أعماله السينمائية والمسرحية.
وكذلك فعل المطرب أذكى أبناء جيله عمر دياب -دعك من كونه مشجعا لنادي الزمالك طبعا- فالسلوك وذكاء إدارة الموهبة لا علاقة له بانتماء كروي أو أى انتماء آخر.
وهكذا يفعل محمود الخطيب الذي صادف زمنه زمن رئيس النادي المنافس لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا علق عليها بسيل مما تجود عيه به قريحته وقتها.
وقد أرسل صديق لي رابط مقال لأستاذنا الصحفي محمد الزرقاني تخت عنوان “فليسقط محمود الخطيب” أجاب فيه على سؤالنا -قبل أن نسأل- بشكل رائع
فعلا فليسقط محمود الخطيب؟ pic.twitter.com/VuyrfEikva
— محمود فخرى (@6cb32e2654474b5) August 18, 2022
الغريب أننا يمكن أنت نفهم لماذا يكره الإعلام شخصية محمود الخطيب في ظل ما شرحناه، لكن غير المفهوم ولا المبرر أبدا أن يسير قطيع من المشجعين أو غير العاملين بمجال الرياضة أو الإعلام ممن لا يبغون أو يحتاجون لشهرة أو “ترند” أو “ترافيك” خلف هذه الاتهامات لأشخاص دون سند او دليل.
وليس ببعيد عنا نموذج الفنان هاني شاكر الذي استمع إلى مكالمة مسربة بين مرتضى منصور ورئيس رابطة الأندية أحمد دياب وما بها من ألفاظ سمعها الجميع من الطرفين إلا ألمطرب طالب بمحاسبة دياب فقط على تلك الألفاظ.
وكأنه كان يسمع تسجيلا مختلفا لا يظهر فيه صوت رئيس نادي الزمالك ولا قرأ شيئا مما كتب عن هذا التسريب في كل وسائل الإعلام.
باختصار هذا المقال لا يزكي شحصا عن آخر ولا يحاول إظهار التباين الواضح بين شخصية الخطيب وشخصية مرتضى منصور مثلا ، ولكنه يحاول الإشارة إلى خطورة أن يلهث الإعلام وراء اتهامات أو سباب بغية المشاهدات ويتناسي أنه يقدم نموذجا للأجيال القادمة يعلي قيمة الفهلوة والاتهامات الرخيصة دون سند.
ويظهر رئسا لنادي كان عضوا برلمانيا يتحدى حكما قضائيا بالحبس وهو يلعب تنس الطاولة غير مبال بهذا الحكم.
ما الرسالة التي يمكن أن تصل للأجيال الناشئة؟ ما الذي يمكن أن يغرس في نفوسهم ويستقر في وجدانهم مع كل هذه المشاهد التي غذتها الميديا ونفخت فيها؟
هل -وكيف- تنتظرون بعد كل هذا نشئا يحترم القيم والأخلاق والقانون؟